قَالَ ابْن المقفع: الْخَتْم حتم؛ فَإِذا أردْت أَن تختم على كتاب فأعد النّظر فِيهِ فَإِنَّمَا تختم على عقلك. وَقَالَ: الدّين رق، فَانْظُر عِنْد من تضع نَفسك. كَانَ يُقَال: إِذا قَالَ أحدكُم: وَالله. فَلْينْظر مَا يضيف إِلَيْهَا. دخل عبد الْعَزِيز بن زُرَارَة الْكلابِي على مُعَاوِيَة فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ جَالس الألباء؛ أَعدَاء كَانُوا أَو أصدقاء، فَإِن الْعقل يَقع على الْعقل. كَانَ بَعضهم يَقُول: أحيوا الْحيَاء بمجالسة من يستحيا مِنْهُ. كَانَ يُقَال: إِذا وجدت الشَّيْء فِي السُّوق فَلَا تطلبه من صديق. قَالَ الْعَبَّاس بن الْحسن الْعلوِي: اعْلَم أَن رَأْيك لَا يَتَّسِع لكل شَيْء، ففرغه للمهم من أمورك؛ وَأَن مَالك لَا يُغني النَّاس كلهم، فاخصص بِهِ أهل الْحق؛ وَأَن كرامتك لَا تطبق الْعَامَّة، فتوخ بهَا أهل الْفضل، وَأَن ليلك ونهارك لَا يستوعبان حوائجك فَأحْسن قسمتك بَين عَمَلك ودعتك. وَكَانَ يُقَال: أحيوا الْمَعْرُوف بإماتته. وَقَالَ قيس بن عَاصِم: يَا بني اصحبوا من يذكر إحسانكم إِلَيْهِ: وينسى أياديه لديكم. وَكَانَ مَالك بن دِينَار يَقُول: جاهدوا أهواءكم كَمَا تجاهدون أعداءكم. إِذا رغبت فِي المكارم فاجتنب الْمَحَارِم. من كَانَ فِي وَطن فليوطن غَيره وَطنه ليرتع فِي وَطن غَيره فِي غربته. أَرَادَ رجل سفرا فَقَالَ لَهُ بَعضهم: إِن لكل رفْقَة كَلْبا يشركهم فِي فضلَة الزَّاد، ويهر دونهم؛ فَإِن قدرت أَلا تكون كلب رفقتك فافعل، وَإِيَّاك وَتَأْخِير الصَّلَاة عَن وَقتهَا فَإنَّك مصليها لَا محَالة، فصلها وَهِي تقبل مِنْك. قَالَ ابْن السماك: إِن من النَّاس نَاسا غرهم السّتْر، وفتنهم الثَّنَاء. فَلَا يغلبن جهل غَيْرك بك علمك بِنَفْسِك. قيل: لَا تثقن كل الثِّقَة بأخيك؛ فَإِن صرعة الاسترسال لَا تستقال.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute