وَقَالُوا: من اسْتغنى كرم عَن أَهله. من قرب السفلة واطرح ذَوي الأحساب والمروءات اسْتحق الخذلان. من انتقم انتصف، وَمن عَفا تفضل، وَمن شفا غيظه لم يذكر فِي النَّاس فَضله. من كظم غيظه فقد حلم، وَمن حلم فقد صَبر، وَمن صَبر فقد ظفر. من طلب الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة خسرهما ٤٢٩، وَمن طلب الْآخِرَة بِعَمَل الدُّنْيَا ربحهما. قَالَ بَعضهم: من ملك نَفسه عِنْد أَربع حرمه الله على النَّار: حِين يغْضب وَحين يرغب، وَحين يرهب، وَحين يَشْتَهِي. قَالَ بكر بن عبد الله: من كَانَ لَهُ من نَفسه واعظ عَارضه سَاعَة الْغَفْلَة وَحين الحمية. من أمل أحدا هابه، وَمن قصر عَن شَيْء عابه. قيل لحكيم: من أَسْوَأ النَّاس حَالا؟ قَالَ: من لم يَثِق بِأحد لسوء ظَنّه، وَلَا يَثِق بِهِ أحد لسوء أَثَره. قيل لبَعْضهِم: من أحب النَّاس إِلَيْك؟ قَالَ: من كثرت أياديه عِنْدِي قَالَ: فَإِن لم يكن؟ قَالَ: من كثرت أيادي عِنْده. كَانَ يُقَال: من طَال صمته اجتلب من الهيبة مَا يَنْفَعهُ، وَمن الوحشة مَالا يضرّهُ. من طلب موضعا لسره فقد أفشاه. قيل لحكيم: من أنعم النَّاس عَيْشًا؟ فَقَالَ: من كفي أَمر دُنْيَاهُ، وَلم يهتم بِأَمْر آخرته. وَقيل: من زَاد عقله نقص حَظه. وَمَا جعل الله لأحد عقلا وافراً إِلَّا احتسب عَلَيْهِ من رزقه.