للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استعرض رجل جَارِيَة فَقَالَ: فِي يَديك عمل؟ قَالَ: لَا وَلَكِن فِي رجْلي وَأدْخل على الْمَنْصُور جاريتان فأعجبتاه. . فَقَالَت الَّتِي دخلت أَولا: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن الله قد فضلني على هَذِه بقوله: " وَالسَّابِقُونَ الْأَولونَ " فَقَالَت الْأُخْرَى: لَا بل قد فضلني بقوله: " وللآخرة خير لَك من الأولى " استعرض وَاحِد جَارِيَة فاستقبح قدميها فَقَالَت: لَا تبال؛ فَإِنِّي أجعلها وَرَاء ظهرك. طلبت جَارِيَة مَحْمُود الْوراق للمعتصم بسبعة آلَاف دِينَار، فَامْتنعَ من بيعهَا، واشتريت لَهُ بعد ذَلِك من مِيرَاثه بسبعمائة دِينَار، فَذكر المعتصم لَهَا ذَات يَوْم فَقَالَت: إِذا كَانَ اللخليفة ينْتَظر بشهواته الْمَوَارِيث فسبعون دِينَارا فِي ثمني كثير. فَكيف سَبْعمِائة؟ اقترح بَعضهم على جَارِيَة أَن تغني لَهُ: سري وسرك لم يعلم بِهِ أحد ... إِلَّا الْإِلَه وَإِلَّا أَنْت ثمَّ أَنا فَقَالَت: يَا سَيِّدي والقواد فَلَا تنسه. قَالَ بَعضهم: نظرت إِلَى جَارِيَة مليحة فِي دهليز، فَقَالَت: يَا سَيِّدي؛ تُرِيدُ الني.؟ قلت: أَي وَالله. قَالَت: فَاقْعُدْ حَتَّى يجِئ مولَايَ السَّاعَة فيني. . كَمَا نَا ... . . ني البارحة. كَانَ بعض المجان يعشق جَارِيَة أمجن مِنْهُ، فأضاق يَوْمًا فَكتب إِلَيْهَا: قد طَال عهدي بك يَا سيدتي، وأقلقني الشوق إِلَيْك، فَإِن رَأَيْت أَن تستدركي رمقي بمضغة علك تمضغينه وتجعلينه بَين دينارين وتنقذينه لأستشفى بِهِ فعلت إِن شَاءَ الله. فَفعلت ذَلِك وكتبت إِلَيْهِ: قد سارعت إِلَى أَمرك يَا سَيِّدي، فتفضل برد الطَّبَق والمكبة وَاسْتعْمل خبر النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: " استدروا الْهَدَايَا برد الظروف ". وَطلب آخر من عشيقته خَاتمًا كَانَ مَعهَا فَقَالَت: يَا سَيِّدي هَذَا ذهب وأخاف أَن تذْهب، وَلَكِن هَذَا الْعود حَتَّى تعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>