عَمْرو العَتكي من غير إِذن، وَأَرَادَ مسعودٌ إِخْرَاجه عَن منزله - قَالَ عبيدُ الله. قد أجَارتني ابنةُ عمِّك عَلَيْك، وعقدُها العقدُ الَّذِي لَا يُحَلّ، ويلزُمك وَهَذَا ثوبها عَليّ، وطعامُها فِي مَدَاخري وَقد ألْتَفَّ عَليّ منزلُها. وَشهد لهُ الحارثُ بذلك. وأشارُوا مَرةً على عبيد الله بالحقنّة فتفحشها، فَقَالُوا: إِنَّمَا يتولاها الطبيبُ. قَالَ: أَنا بالصاحب آنس. وَقَالَ زِيَاد: لَا يغُرنك من الْجَاهِل كثرةُ الالتفاف، وسرعةُ الْجَواب. قدم رجلٌ إِلَى زِيَاد، فأمرَ بضرْبه بالسياط، فَقَالَ: أسأَلُك بِحَق عُبَيد قَالَ: دَعوه إِلَّا يكُن والداً فقد كَانَ أَبَا. قدم زِيَاد فَخَطب خُطبةً أعجبت مَن حضرهُ، فَقَالَ عَمْرُو بنُ الْعَاصِ: للهِ أَبُو هَذَا {} لَو كَانَ قُرشيا لساق الْعَرَب بعصَاه. قَالَ أَبُو سُفيان: أمَا وَالله إِنِّي لأعرفُ أَبَاهُ، وَالَّذِي وضعَهُ فِي رحم أمِّه. فَقَالَ لَهُ عَليّ - عَلَيْهِ السَّلَام -: مَه يَا أَبَا سُفْيَان، فَإنَّك تعلم أَن عمَر إِلَيْك بالمساءَة سريعٌ. فَلَمَّا كَانَ زمنُ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام، وَولي زيادٌ فارسَ تأوي إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ كَمَا تأوي الطير إِلَّا وُكُورها، وأيْمُ الله، إِنَّه لَوْلَا انتظاري بك مَا الله أعلم بِهِ، ولقلت كَمَا قَالَ العَبْد الصَّالح: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بجنودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بهَا ولنُخرْجَنَّهم مِنْهَا أَذِلَّة وهُمْ صاغرون. وَكتب فِي أسْفل كِتَابه شعرًا يَقُول فِيهِ: تَنْسَى أَبَاك وَقد خفَّتْ نعامتُه ... إِذا تخطبُ الناسَ والوَالي لنا عُمَرُ فَقَامَ زِيَاد فَخَطب، ثمَّ قَالَ: والعَجَبُ كُل العَجب أَن ابْن آكِلَة الأكباد، وَرَأس النِّفاق يُهددني وبيني وَبَينه ابنُ عمِّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله، وزوجُ سيِّدة نساءِ الْعَالمين، وَأَبُو السِّبْطين، وصاحبُ الوَلاء والمنزلة والإخاء: أمَا وَالله لَو يَأذنُ لي فِيهِ لوجَدني أحُمرَ مِحَشًّا ضَرْوباً بِالسَّيْفِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute