هَمَمْتُ وَلم أفعلْ وكِدْتُ وَليْتَنِي تركت على عُثْمَان تبْكي حَلائله. وَدخل هَذَا الشَّيْخ على عُثْمَان مقتولاً، فوطئ بَطْنه، وكسَر ضلعين من أضلاعه. فَقَالَ: ردُّوه. فَلَمَّا: رُدَّ. قَالَ أيُّها الشَّيْخ: هلا بَعثْتَ يَوْم الدَّار فيرتحل، ويأْمر وليه أَن يلحَق بِهِ. فَفِي ذَلِك يَقُول ابْن الزَّبير الْأَسدي: تجهزْ فإمَّا أَن تزور ابْن ضابئ عُمَيْرًا وَإِمَّا أَن تزور المهلبا. وَكتب إِلَى الْوَلِيد بعد وَفَاة أَخِيه مُحَمَّد بن يُوسُف: أخبر أميرَ الْمُؤمنِينَ - أكرمَه الله - أَنه أُصِيب لمُحَمد بن يُوسُف خَمْسُونَ وَمِائَة ألف دِينَار، فَإِن يكن أَصَابَهَا من حلِّها فرحمه الله، وَإِن تكن من خِيَانَة فَلَا رَحْمَة الله. فَكتب إِلَيْهِ الْوَلِيد: أما بعد. فقد قَرَأَ أميرُ الْمُؤمنِينَ كتابك فِيمَا خلف محمدُ بن يُوسُف، وَإِنَّمَا أصَاب ذَلِك من تِجَارَة أحللناها لَهُ فترحم عَلَيْهِ، رَحمَه الله. وَكتب الْحجَّاج إِلَى عبد الْملك: بَلغنِي أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عطسَ عطسة فشمته قومٌ. فَقَالَ: يغفُر الله لنا وَلكم. فيا لَيْتَني كنت مَعَهم. فأفوز فوزاً عَظِيما. ووفدَ مرّة على الْوَلِيد، فَقَالَ لَهُ الوليدُ - وَقد أكلا -: هَل لَك فِي الشَّرَاب؟ قَالَ: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ: لَيْسَ بِحرَام مَا أحللته، وَلكنني أمنع أهل عَمَلي مِنْهُ، وأكره أَن أُخَالِف قَول العَبْد الصّالح: وَمَا أريدُ أَن أخالِفكم إِلَى مَا أنهاكم عَنهُ فإعفاء. جلس الْحجَّاج لقتل أَصْحَاب ابْن الْأَشْعَث، فَقَامَ إِلَيْهِ رجلٌ مِنْهُم، فَقَالَ: أصلحَ الله الأميرَ. إِن لي عَلَيْك حَقًا. قَالَ: وَمَا حقُّك؟ قَالَ: سَبَّك عبدُ الرَّحْمَن يَوْم فَرددت عَلَيْهِ. فَقَالَ: من يعلُم ذَلِك؟ قَالَ: أنْشُدُ الله رجلا سّمع ذَلِك إِلَّا شهد بِهِ. فَقَامَ رجل من الأُسراء، فَقَالَ: قد كَانَ ذَلِك أيُّها الْأَمِير. قَالَ: خلُّوا عَنهُ. ثمَّ قَالَ: للِشَّاهدِ: فَمَا مَنعك أَن تنكرَ كَمَا أنكرَ؟ فَقَالَ: لقديم بغضي إياك. قَالَ: ولْيُخلَّ أَيْضا عَنهُ لصدقه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute