للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحلُّ وَلَا يرْحلُ نرْجِع بآنُفٍ مَصْلوَمة، وجُدود عاثرةٍ، فِمحنا وأهالينا بَسْجلٍ مُتْرَع من سِجالك المُترعة. وَقَامَ زيدُ بن جبلة، فَقَالَ: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ، سوِّدِ الشريف، وَأكْرم الحسيبَ، وأزْرعْ عِندنا من أيَاديِك مَا تسدُّ بِهِ الْخَصَاصَة ونطرد بِهِ الْفَاقَة. فَإنَّا بقُف من الأَرْض يَابِس الأكناف، مٌقشعرِّ الذروَة، لَا شجر وَلَا زرع، وَإِنَّا من الْعَرَب الْيَوْم إِذا أَتَيْنَاك بمرأى ومسمع. فَقَامَ الأحنفُ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن مفاتيحَ الْخَيْر بيد الله، والحرصَ قائدُ الحرمان، فَاتق الله فِيمَا لَا يُغني عَنْك يومَ الْقِيَامَة قيلا، وَلَا قَالَا وَاجعَل بَيْنك وَبَين رعيتك من الْعدْل والإنصاف، شَيْئا يَكْفِيك وفادة الوُفوِد، واستماحةَ المُمْتاح، فَإِن كُل امْرِئ إِنَّمَا يجمع فِي وعائه إِلَّا القُل مِمَّن عَسى أَن تقتحمهُ الأعينُ وتخونهم الألسن، فَلَا يفد إِلَيْك.

<<  <  ج: ص:  >  >>