للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبعًا لما جئت بهِ)) وان محبته عليه الصلاة والسلام إنما تكون باتباع ما شرع لا بالأهواءِ والبدع كما قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) (١)

وهو صلى الله عليه وسلم قد بين لأمته الحق والباطل وطريق الهدى والضلال، وترك أُمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.

وأنتم إن شاء الله أَولى الناس بنصر دين الإسلام، وإزالة ما يخالف ما جاءَ به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنتم خير من نعلق عليه الآمال بعد الله فلي رفع راية السنة المطهرة والجهاد في سبيل اعلاء كلمة الدين حتى تكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر ويكون الدين كله لله.

يا جلالة الملك: ان الغلو في قبور الأَنبياء والصالحين واتخاذها مساجد وتشييد القباب والأَبنية واقامة الأَضرحة وتعليق الستور المزركشة عليها وإسراجها بالشموع والأَضواء كل ذلك من مظاهر الشرك وآثار الجاهلية التي لا يقرها الاسلام ولا تتفق مع أَحكام شريعته المطهرة، ولذلك بالغ رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في انكار ذلك والتحذير منه أَشد المبالغة، لئلا يفضي الأَمر بهذه الأُمة إلى اتخاذ قبور الأَنبياءِ والصالحين أَوثانًا تعبد من دون الله.

فروى الإمام مالك رحمه الله في الموطأ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهمَّ لا تَجْعلْ قبري وثنًا يُعبدُ. اشْتدَّ غضب اللهِ على قومٍ اتَّخذوا قُبورَ أَنْبيائهمْ مَسَاجِدَ)) وفي الصحيحين


(١) سورة آل عمران ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>