للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٣٣- س: ما تفسير قوله: (ألا انه بكل شيء محيط) (١) مع قوله: (على العرش استوى؟) (٢)

ج: - هو سبحانه محيط بجميع خلقه علمًا، وغير علم أَيضًا. وليس المراد أَن فيه شيئًا من مخلوقاته، كمال الاحاطة لا يلزم منها ذلك، مثل ما في حديث ابن عباس: ((مَا السَّمَواتُ السَّبْعُ فِي كَفِّ الرَّحمن إِلاَّ كَخَرْدَلَة فِي يَدِ أَحَدِكُمْ)) الخردل هو الهباءُ أَو حب نبات مشهور - قريب من حب الحرشاءِ. إذا عرفت هذا النعت سهل لك معنى (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ) .

(تقرير الحموية)

(١٣٤- س: جاء في بعض نقول الحموية الشائي الخ)

ج: - هذا اسم فاعل من شاءَ، من الإِخبار عن الله بلفظ الاسم لم يجعلها أَسماءً. ... (تقرير) .

(١٣٥- المفتي الأكبر ليس من أَسماء الله)

وأما الشق الثاني (٣) وهو قوله: إن الله هو المفتي الأَكبر. فهذا الاطلاق غير صحيح، ولم نسمع بأحد من أَهل العلم أَطلق على الباري تعالى اسم ((المفتي الأَكبر)) فليس من الأَسماء الحسنى بلا شك. وأَما إسناد الافتاءِ إليه تعالى في القرآن بصيغة الفعل المقيد وهو قوله: (قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ) (٤) فلا اشكال في ذلك ولكن لا يستلزم تسميته باسم المفتي الأَكبر، فإن باب الأَفعال أَوسع من باب الأَسماء كما بينه العلامة ابن القيم في كتبه، قال في ((مدارج السالكين ج٣ ص٤١٥)) في الكلام على الواجد: واطلق الله على نفسه أَفعالاً لم يتسم فيها باسم الفاعل كأراد وشاءَ وأَحدث، ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث، كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأَسماء التي أَطلق أَفعالها على نفسه، فباب الأَفعال


(١) سورة فصلت ٥٤.
(٢) سورة طه ٥.
(٣) تقدم الجواب على الشق الأَول في التسمي بالمفتي الأَكبر في الفتوى عدد ٩٤ وهذا هو الجواب عن الشق الثاني من السؤال وهو قوله مع أَن الله هو المفتي الأَكبر.
(٤) سورة النساء ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>