وقال أَيضًا في كتابه ((الكافية الشافية، لانتصار الفرقة الناجية)) في مقدمة الكتاب: ((فصل)) وأَما القرآن فاني أَقول: انه كلام الله، منزل، غير مخلوق، منه بدأَ، وإليه يعود، وتكلم الله به صدقًا، وسمعه جبريل منه حقًا، وبلغه محمدًا صلى الله عليه وسلم وحيًا. انتهى.
وقال أَيضًا في ((الكافية الشافية)) :
والله ربي لم يزل متكلما ... وكلامه المسموع بالآذان
صدقًا وعدلا أُحكمت آياته ... طلبًا واخبارا بلا نقصان
ورسوله قد عاد بالكلمات من ... لدغ ومن عين ومن شيطان
أَفعاذ بالمخلوق حاشاه من الاشراك ... شراك وهو معلم الايمان
بل عاذ بالكلمات وهي صفاته ... سبحانه ليست من الأَكوان
وكذلك القرآن عين كلامه المسموع ... مسموع منه حقيقة ببيان
هو قول ربي كله لا بعضه ... لفظًا ومعنى ما هما خلقان
تنزيل رب العالمين وقوله ... اللفظ والمعنى بلا روغان
لكن أَصواب العباد وفعلهم ... كمدادهم والرق مخلوقان
فالصوت للقاري ولكن الكلام ... كلام رب العرش ذي الاحسان
هذا إذا ما كان ثم وساطة ... كقراءَة المخلوق للقرآن
فاذا انتفت تلك الوساطة مثل ما قد ... قد كلم المولود من عمران
فهناكل المخلوق نفس السمع لا شيء ... من المسموع فافهم ذان
هذى مقالة أَحمد ومحمد ... وخصومهم من بعد طائفتان
احداهما زعمت بأن كلامه ... خلق له الفاظه ومعان
والآخرون أَبوا وقالوا شطره ... خلق وشطر قام بالرحمان
زعموا القرآن عبارة وحكاية ... قلنا كما زعموه قرآنان