للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو يقال بأنه حرام لأجل أنه يفتح على الغناء. فليس بعيداً أما في نفسه فلا مانع، وليس لأجل اللهو، بل هو عارض، وبعض الناس يلهو به. بل هو لمنفعة مقصودة. اللهو الصندوق (١) فإنه يلهي.

(تقرير)

الأغاني التي تصدر في الإذاعات والحفلات

(الخامس) : ما حكم الأغاني التي تصدر في الإذاعات والحفلات.

والجواب: هي مقسمة إلى قسمين:

الأول: ما أشتمل على حكم ومواعظ وحماس ونصائح ونحو ذلك مما لا غرام فيه، ولا يشتمل على صوت مزمار ونحوه -فهذا لا محذور فيه، لما فيه من المصلحة.

الثاني: ما فيه غرام، ويشتمل على صوت مزمار وما أشبه ذلك -فهو حرام، والأصل في ذلك الكتاب والسنة. أما أدلة الكتاب فأربعة:

الأول: قوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك} (٢) فسره ابن عباس وغيره بالغناء. وجه الدلالة أن الله جل وعلا بين في هذه الآية: أن الغناء طريق من الطرق التي يسلكها إبليس لإغواء الأمة، وقد تسلط بهذا وبغيره، بدليل قوله تعالى: {لاحتنكن ذريته إلا قليلاً} (٣) وهذا القليل هو المذكور في قوله تعالى: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين


(١) البكم المسجل وكان لا يستعمل في غير الغناء إلا بندرة.
(٢) سورة الإسراء - آية ٦٤.
(٣) سورة الإسراء - آية ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>