للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٦٥- قوله: ويكره استقبال النيرين لما فيهما من نور الله)

هذه المسأَلة مرجوحة، ولا دليل عليها بحال. والتعليل إِن أُريد به النور المخلوق فلا يصلح تعليلا. وإِن أُريد النور الذي هو غير مخلوق فهذا بدعة كبرى، وليس الظن أَنه مرادهم. وكثير منهم يأْخذ عمن قبله. والنور على قسمين نور مضاف إِضافة صفة (١) وقسم إِضافة مخلوق إِلى خالقه. وقد ذكر ابن القيم ذلك في كتاب الصواعق (٢) . ... (تقرير)

(٢٦٦- لا فرق بين البنيان والفضاء)

الأَصحاب وطائفة وكثير من أَهل الحديث استثنوا ما في البنيان جمعًا بين حديث ابن عمر (٣) وغيره (٤) .

ولكن التحقيق في المسأَلة أَن لا فرق بين البنيان والقضاء، لعموم الأَدلة الكثيرة المطلقة التي لم تستثن شيئًا. أَما حديث ابن عمر فلا يصلح أَن يطلق هذا الإِطلاق. نعم فيه الاستدبار، وليس فيه الاستقبال. فليس بينهما شيء من المعارضة. ما بقي إِلا الاستدبار. فإِذا قيل: تقولون بجوازه في البنيان ومنعه في الفضاء؟ قيل: هذا فعل، وما في حديث أَبي أَيوب ونحوه قول. والقول


(١) الى موصوفها.
(٢) الجزء الثاني صحيفة ١٨٨ الى ٢٠٥ المطبعة السلفية قال: ((الوجه الحادي عشر)) أن النص قد ورد بتسمية الرب نورا، وبأن له نورا مضافًا إليه، وبأَنه نور السماوات والأرض، وبأَنه حجابه نور. فهذا أربعة أنواع.
(٣) ولفظه ((أنه رأَى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبلا لبيت المقدس مستدبرًا الكعبة)) متفق عليه.
(٤) كحديث أَبي أَيوب الذي رواه السبعة وفيه. ((فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول أَو غائط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>