للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح، وقال: هذا أصح من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا خالد بن اللجلاج، حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرالحديث، وهذا غير محفوظ، هكذا ذكر الوليد في حديثه عن عبد الرحمن بن عائشن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام الترمذي.

ومنه يستفاد تصحيحه هو ومحمد بن إسماعيل البخاري لهذا الحديث، وقد صرح ابن كثير في تفسيره في الموضع الذي أشرت إليه فيه بأن الترمذي قال فيه: حسن صحيح.

وذكر بن كثير أن له طرقا في السنن، ويظهر أن هذه الطريق أصحها، وقد أفرد الحافظ ابن رجب هذا الحديث برسالة مستقلة سماها: "اختيار الأوفى في شرح اختصام الملأ الأعلى".

والخلاصة أن الحديث صحيح ثابت. وبالله التوفيق. والسلام عليكم.

مفتي الديار السعودية (ص/ف ١٦٧١/١ في ١٩/٦/١٣٨٦هـ) .

(سورة الزمر)

(٤٤٤٦- وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) (١)

وأما "المسألة الثالثة، والرابعة" وهو معنى الإنزال في قوله تعالى:

(وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج" وقول تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) (٢) ، فالجواب أن حقيقة النزول والتنزيل والإنزال هو مجيء الشيء أو الإتيان به من علو إلى اسفلن كقوله تعالى: (وأنزلنا من السماء ماء طهوراً) (٣) وقوله تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها) (٤) ، وقوله تعالى: (نزل به الروح الأمين) (٥) وغير ذلك من الآيات، هذا هو المفهوم


(١) سورة الزمر: آية ٦.
(٢) سورة الحديد: آية ٢٥.
(٣) سورة الفرقان: آية ٤٨.
(٤) سورة القدر: آية ٤.
(٥) سورة الشعراء: آية ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>