للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الترهيب من قتل المسلم بغير حق]

تدبر معي قول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:٩٣].

الله أكبر!! انظروا إلى حرمة الدماء! أي مسلم على وجه الأرض ينتهك الدم بغير حله فهذا جزاؤه: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) وفي صحيح البخاري من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)، وقال ابن عمر (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حله).

وفي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والحاكم والنسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركاً، أو قتل مؤمناً متعمداً).

وفي الحديث الذي رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الجامع من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).

فليسمع الفجرة الظلمة القتلة هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أَمنَّ رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافراً)، رواه النسائي والبخاري في التاريخ، وصححه الألباني في صحيح الجامع من حديث عمرو بن الحمق الخزاعي.

هذه حرمة الدماء عند رب الأرض والسماء، ولذلك كانت الدماء هي أول شيء يقضي الله فيه بين العباد يوم القيامة.

يجيء القاتل في أرض المحشر فيقف على بساط العدل بين يدي الله، يأتي القاتل الذي قتل فرداً، ويأتي القاتل الذي قتل مجموعة! ويأتي القاتل الذي قتل قتل قرية! ويأتي القاتل الذي قتل دولة! ويأتي القاتل الذي قتل شعباً! ويأتي القاتل الذي قتل أمة! ويأتي كل من قتلهم فيتعلقون به وأوداجهم -أي: عروق أعناقهم- تشخب دماً -أي: تسيل دماً- وهم متعلقون بالقاتل؛ ليوقفوه بين يدي الله، ويقول المقتول لله سبحانه: يا رب! سل هذا القاتل فيم قتلني؟! والحديث رواه النسائي بسند حسن، يقول عليه الصلاة السلام: (يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل يوم القيامة وأوداجه تشخب دماً، يوقفه بين يدي الله ويقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني؟) أيها المسلمون! الدماء لها حرمة عظيمة، وأقول على هامش هذا اللقاء -وإن كان هذا ليس حديثنا ولا موضوعنا، لكنها جاءت بقدر الله على هامش هذا اللقاء؛ لأزيح كابوساً يخيم على كثير من العقول والقلوب-: إن ما يحدث الآن في أرض الجزائر المسلمة! أسأل الله أن يفرج الكرب عنها وعن جميع بلاد المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ليس من عمل الإخوة الملتزمين أبداً، بريئون منه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، بل إن هذه تمثيلية محبوكة من الحكومة التي لا تتقي الله، والتي أخذت الحق من أهله بغير حله، فكل ما يحدث في الجزائر إنما يحدث حول العاصمة في مساحة لا تزيد عن عشرين كيلو فقط، وهذا المثلث في الجزائر يسمى الآن بمثلث الرعب، وإن ما يحدث فيه من الذبح والقتل وتعليق النساء والصبيان! لا يقوم به مسلم على وجه الأرض ألبتة! بل إن الذي قام بذلك هم المليشيات التي جندت! وتسمى: بجمعية الدفاع الذاتي، أو بلجان الدفاع الذاتي، هذه اللجان أو هذه المجموعات سلحتها الحكومة بأحدث الأسلحة؛ لتقلم أظفار المسلمين الذين أعطوا أصواتهم في الانتخابات للمسلمين الملتزمين؛ فالحكومة تثأر من هؤلاء بهؤلاء، وتدعي أن هذه الحروب بسبب الإسلاميين! وهذا باطل، وقد صرحت بذلك المنظمات الكافرة! فهناك تقرير من منظمة العفو الدولية، وإن كنا لا نثق في مثل هذه المنظمات، لكن الحق ما شهدت به الأعداء، صرح هذا التقرير بأن الذي يقوم بذلك هي هذه المليشيات التي وظفتها وجندتها الحكومة لتقليم أظافر المسلمين الذين قالوا: نريد أن نحكم في هذا البلد المسلم بشريعة الله، وشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فاعلم أيها المسلم! أن المسلمين هنالك بريئون من هذه الدماء ومن هذه المجازر ومن هذه المذابح، فلا يمكن لمسلم على وجه الأرض ألبتة أن يتعدى وأن يسفك الدماء المسلمة بغير حل، إلا إذا كان لا يعرف شيئاً عن القرآن ولا يعرف شيئاً عن سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام.

أسأل الله أن يذب عن عرض إخواننا وعن عرض أخواتنا، وأسأل الله أن يذب عنا وعنكم النار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما أسأل الله في هذه اللحظات الطيبة أن يحقن دماء المسلمين في الجزائر، وأن يرفع عنهم البلاء وعن جميع بلاد المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>