الرياء محبط للأعمال، وسبب لسخط الكبير المتعال، وأرجو أن أذكر نفسي وإخواني بأهم الأدوية لعلاج هذا الداء العضال، فإن الأمر خطر، وإن الأمر ليس هيناً.
أعظم دواء لهذا الداء الذي يحبط العمل: أن تستعين بالله جل وعلا في أن يرزقك الإخلاص، تضرع إلى الله في الليل والنهار أن يرزقك الإخلاص في قولك وعملك، وسرك وعلنك، وهذا خليل الله إبراهيم، إمام الموحدين، وقدوة المحققين، يتضرع إلى رب العالمين أن يجنبه وبنيه الشرك، قال الله عنه:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ}[إبراهيم:٣٥].
فيجب أن نسأل الله سبحانه وتعالى الإخلاص، وأن نتضرع إليه في كل عمل، وأن نجدد النية في كل قول وعمل؛ ليرزقنا الله الإخلاص، فسل نفسك! إذا وجدت نفسك تحب أخاً من إخوانك، هل تحب أخاك لله؟! سل نفسك إن أبغضت أحداً، هل تبغضه لله؟! إن كنت تحب هذا الأخ؛ لأنه في جماعتك التي تنتمي إليها، فلست مخلصاً في حبك، سل نفسك الآن أخي في الله! وسلي نفسك أختي في الله! لماذا تحب، ولماذا تبغض؟ لماذا توالي، ولماذا تعادي؟ لماذا تصلي؟ ولماذا أتيت؟ ولماذا امتنعت؟ ولماذا أنفقت؟ ولماذا أمسكت؟ ولماذا خرجت؟ سل نفسك، هل تبتغي بعملك كله وجه الله أم أنك تبتغي إرضاء الناس؟! فأعظم دواء للرياء: أن تستعين الملك رب الأرض والسماء أن يرزقك الإخلاص في قولك وعملك، وسرك وعلنك، اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا برحمتك يا أرحم الراحمين!