ومن العلامات أيضاً: خروج نار في أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل في بصرى، أي: في حوران ببلاد الشام.
أخي الحبيب! تدبر هذا الحديث العجب الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببُصْرَى).
وبُصْرَى: بلد تسمى حوران في ديار الشام، ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حَدَّث به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى.
قال الإمام القرطبي في كتاب:(التذكرة) وغيره: ولقد وقعت هذه الآية بمثل ما حدث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ففي يوم الأربعاء في الثالث من شهر جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة خرجت نار بأرض الحجاز كانت لا تمر على جبل إلا دكته وأذابته، رآها من أرض الحجاز جميع أهل الشام بالشام.
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}[النجم:٣ - ٥] وقد وقعت هذه الآية وانقضت.