وأنتهز هذه الفرصة الطيبة، وهذا اللقاء المبارك؛ لنتحدث عن الشفاعة، فإنها من الموضوعات المحببة إلى قلب كل موحد لله جل وعلا.
وإن بعض المسلمين قد يظن أن الشفاعة يوم القيامة لحبيبنا ورسولنا إنما هي شفاعة واحدة، وهذا غير صحيح.
وانتبهوا معي أيها الأحباب! إلى موضوع الشفاعة، (لا يملكون الشفاعة) إذاً: من الذي يملكها؟ إذاً: من الذي يستحقها؟ اعلموا أنه لا يشفع مخلوق لمخلوق في أرض المحشر إلا بإذن الله.
وإمام أهل المحشر وسيد الخلق على الإطلاق في الشفاعة هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إي والله! لقد كرم الله نبينا صلى الله عليه وسلم تكريماً ما كرم الله به مخلوقاً على ظهر هذه الأرض، من يوم أن خلقها الله إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها، كرم الله نبينا في الدنيا والآخرة، كرم الله نبينا في الدين والدنيا، كرم الله نبينا في الخَلق والخُلق، وزكاة تزكية كاملة في كل شيء: زكاه ربنا جل وعلا في عقله فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}[النجم:٢].
وزكاه في فؤاده فقال:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}[النجم:١١].
وزكاه في بصره فقال:{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}[النجم:١٧].
وزكاه في صدره فقال:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}[الشرح:١].
وزكاه في معلمه فقال:{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}[النجم:٥].
وزكاه في صدقه فقال:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم:٣].
وزكاه كله تزكية كاملة فقال:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤].