والدخان هو آخر العلامات التي سيشهدها المؤمنون على ظهر الأرض، وبقية العلامات لا يراها المؤمنون، ولا يشهد عذابها الموحدون، بل لا تقوم إلا على الكفرة الفجرة من شرار الخلق.
الدخان علامة كبرى، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن هذا الدخان كان علامة من العلامات التى وقعت فى الدنيا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين.
والدخان قد وقع بالفعل، ولكن الدخان الوارد في حديث حذيفة بن أسيد الغفاري الذي هو علامة من علامات الساعة الكبرى يختلف تمام الاختلاف عن تلك العلامة التي رآها المشركون في مكة؛ بدعاء الصادق صلى الله عليه وسلم عليهم.
قال تعالى في حق هذه العلامة:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ}[الدخان:١٠] أي: واضح بين {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[الدخان:١١].
وإذا خرج الدخان فلا يقبل الله التوبة كما تقدم، وبعد ظهور هذا الدخان يبعث الله ريحاً ألين من الحرير، وظيفتها قبض أرواح المؤمنين على ظهر الأرض، فلا يبقى على ظهر الأرض مؤمن.
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(فلا تدع أحداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ويبقى شرار الخلق) أي: الكفرة الفجرة الذين لم يؤمنوا بالله عز وجل.
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال:(لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق).
وفي رواية مسلم من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال:(لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله).
كلمة (الله) لا تقال في الأرض أبداً؛ لأن الموحدين قد قبضوا، ولأن المؤمنين قد ماتوا، فلا يبقى إلا الكفرة الذين لا يعرفون الله، ولا يوحدون الله جل وعلا، وعلى هؤلاء تقوم الساعة، بل وتقوم عليهم بقية العلامات الكبرى التي هي عذاب في عذاب، وبلاء في بلاء.