وبعد هذه الخسوف تخرج العلامة الأخيرة من علامات الساعة الكبرى ألا وهي: نار ضخمة تخرج من قعر عدن (مدينة عدن المعروفة في اليمن) فتطرد الناس جميعاً إلى محشرهم.
عبد الله بن سلام هو حبر اليهود الذين وحد الله وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيوم أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً، ذهب عبد الله بن سلام إليه فقال: لما نظرت إلى وجه النبي عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة جيدة، ومن بين هذه الأسئلة: ما هي أول أشراط الساعة؟ فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام:(أول أشراط الساعة نار تخرج من قعر عدن تحشر الناس من المشرق إلى المغرب) رواه البخاري من حديث أنس.
وقد يلمح طالب العلم الذكي تعارضاً ظاهراً بين رواية أنس في صحيح البخاري التي فيها:(أول أشراط الساعة نار) وبين رواية حذيفة بن أسيد الغفاري التي فيها: (وآخر ذلك نار)، ولكن لا تعارض، فقول النبي صلى الله عليه وسلم في رواية حذيفة:(وآخر ذلك نار) أي: هي العلامة الأخيرة بالنسبة لما سبقها من العلامات في الدنيا، وفي رواية البخاري:(وأول أشراط الساعة نار) أي: أنها العلامة التي إن وقعت وقعت القيامة بعدها: من النفخ في الصور، والبعث من القبور، وتغير كل شيء، هذا كله يبدأ بعد خروج هذه النار.