للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طعام أهل النار وشرابهم]

الزقوم: شجرة خبيثة ثمارها كرءوس الشياطين! تصور هذا الوصف العجيب! هذه الشجرة تخرج في أصل الجحيم، يقول في حقها سيد النبيين صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الترمذي بسند صحيح من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لو قطرت قطرة من الزقوم في الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون الزقوم طعامه؟!! قال الله جل وعلا: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ} [الدخان:٤٣ - ٤٥]، هل تعلمون ما المهل؟! المهل: هو الزيت الذي اسود لونه من شدة الغليان.

اللهم سلم يا رب! {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان:٤٣ - ٤٦].

وتدبر قول رب العالمين: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} [الواقعة:٥١ - ٥٣].

وقال سبحانه: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ} [الصافات:٦٢ - ٦٦].

فإذا اشتعلت النار في بطونهم استغاثوا يريدون الماء؛ ليطفئوا هذه النيران المتأججة، فيغاثون بماء يمزق الأمعاء ويقطع الأحشاء: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد:١٥]، وقال الله سبحانه: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف:٢٩]، وقال تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [إبراهيم:١٧].

هذا عن الزقوم، فماذا عن الضريع؟! الضريع: شوك ينبت في أرض الجزيرة، قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية:١ - ٧].

هذا عن الضريع، فهل تعرفون شيئاً عن الغسلين؟! الغسلين: عصارة أهل النار من قيح وصديد، وهو طعام أهل النار! {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} [الحاقة:٢٥ - ٣٧] ما هو الغسلين؟ عصارة أهل النار من القيح والصديد، والعياذ بالله! ابك على نفسك، ابك على ذنوبك، يا من قسا قلبه وجمدت عينه! متى ستبكي إن لم تبك اليوم؟! لقد قست القلوب، وجمدت العيون! إن لم تجد قلبك الآن في هذه اللحظات، فكن على يقين جازم أنه لا قلب لك؛ لأنك لا تحمل قلباً! أبت نفسي تتوب فما احتيالي إذا برز العباد لذي الجلال وقاموا من قبورهم سكارى بأوزار كأمثال الجبال وقد نصب الصراط لكي يجوزوا فمنهم من يكب على الشمال ومنهم يسير لدار عدن تلقاه العرائس بالغواني يقول له المهيمن يا وليي لقد غفرتْ ذنوبك لا تبال

<<  <  ج: ص:  >  >>