وهناك من الأعمال الصالحة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفعلها، ما تفتح باباً للعبد إلى الجنة، وتنجي العبد من النيران، ومنها: الصوم: ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً).
ومنها الجهاد: اللهم ارزقنا الجهاد في سبيلك، اللهم ارفع علم الجهاد، وارزقنا الشهادة في سبيلك يا أرحم الراحمين! ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا تمس النار عبداً اغبرت قدماه في سبيل الله).
ومن هذه الأعمال التي تنجي العبد من النار: مجالس العلم: ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة الطويل وفيه: (أن الملائكة تصعد بعد مجلس العلم إلى الله تعالى، فيقول الله للملائكة: يتعوذون؟ فتقول الملائكة: إنهم يتعوذون من النار، فيقول الله: وهل رأوا النار؟ فتقول الملائكة: لا لم يروا النار، فيقول الله: فكيف لو رأوها؟ فتقول الملائكة: كانوا أشد لها مخافة وأشد منها فراراً، فيقول الله جل وعلا: أشهدكم يا ملائكتي! أني قد غفرت لهم)، وهذا من فضل مجالس العلم.
ومنها أيضاً: محبة الله جل وعلا: فإذا أحبك الله لم ترد على النار، كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والحاكم من حديث أنس، أنه صلى الله عليه وسلم قال:(والله لا يلقي الله حبيبه في النار أبداً).
ومنها البكاء: إن البكاء من خشية الله يحرم العبد على النار، يا له من فضل! ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني، أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لا يلج النار -أي: لا يدخل النار- رجل بكى من خشية الله).
فطريق النجاة: توحيد للعزيز الغفار واتباع للنبي المختار صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن ينجينا وإياكم من النيران.
اللهم نجنا من النار، اللهم نجنا من النار، اللهم نجنا من النار، اللهم نجنا من النار، اللهم نجنا من النار، اللهم أدخلنا الجنة برحمة منك يا عزيز يا غفار! اللهم أدخلنا الجنة برحمة منك يا عزيز يا غفار! اللهم إننا ضعاف لا نقوى على عذابك، ولا قدرة لنا على سخطك، ولا تحمل لنا على بلائك.
اللهم ارحمنا برحمتك فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا! برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ميتاً لنا إلا رحمته، ولا عاصياً بيننا إلا هديته، ولا طائعاً إلا زدته وثبته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين! وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.