تدبر هذه المشاهد لتقف على حجم الفزع، ولك أن تعلم أن المرأة الحامل إذا رأت هذه المشاهد سقط حملها، بل حتى الأم التي ألصقت رضيعها في صدرها لترضعه إذا رأت هذه المشاهد ألقت ولدها:{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}[عبس:٣٧].
قف مع قول الله جل وعلا:(وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) أي: خلت من القلوب، أين القلوب؟!! خرجت، خرجت! من أين؟! من الصدور، إلى أين؟!! إلى الحناجر.
لماذا؟!! من الفزع!! قال تعالى:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ}[غافر:١٨]، الله أكبر يخرج القلب من الهول من الفزع ينظر المرء إلى هذه المشاهد فينخلع قلبه! يفارق القلب مكانه في الصدر، ويرتفع إلى الحنجرة:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر:١٨] إنه قمة الفزع!