ومن العلامات التي وقعت ولا زالت: ما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أن من علامات الساعة ما يمسكه الآن بعض رجال الشرطة في بلاد المسلمين من العصي كأذناب البقر -أي: كذيول البقر- يضربون بها الناس في السجون.
هل تتوقع أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن ذلك بهذه الدقة؟! قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه أحمد والطبراني في الكبير بسند صحيح من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين يدي الساعة رجال معه سياط كأنها أذناب البقر، يغدون في سخط الله ويروحون في غضب الله)، وهذا وصف عجيب دقيق! (بين يدي الساعة رجال معهم سياط) مثل: الكرباج.
(كأنها أذناب البقر)، أي: كذيل البقرة يضربون بها الناس.
قال:(يغدون) من الغدوة في الصباح، (يغدون في سخط الله ويروحون في غضب الله)، بل وحكم عليهم رسول الله بأنهم من أهل النار إن لم يتوبوا إلى العزيز الغفار.
وخذوا هذا الحديث أيها الأخيار! روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما) وهذه من معجزات وعلامات النبوة.
(صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسمنة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
أيها الأحبة الكرام! لا أريد أن أطيل عليكم أكثر من ذلك، وأرجئ الحديث عن العلامات الصغرى التي لم تقع بعد إلى ما بعد جلسة الاستراحة.
والله أسأل أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.