للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نفخة البعث]

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله.

اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! وأخيراً: نفخة البعث، وأرى عقارب الساعة بين يدي تطاردني، لذا فأنا مضطر لإرجاء الحديث عن نفخة البعث إلى اللقاء المقبل إن قدر الله لنا البقاء واللقاء، إذ إن هذه النفخة -كما سترون إن شاء الله- لا تحتاج إلى لقاء فحسب، بل تحتاج إلى لقاءات، وسأختصر الحديث عنها.

نفخة البعث: هي النفخة التي يأمر الله عز وجل فيها إسرافيل أن ينفخ في الصور، بعد أن يحييه الملك جل وعلا بعد موته، فإن أحياه أمره أن يلتقم الصور مرة أخرى، فإذا أمره الله بعد الأربعين التي لا يعلمها إلا رب العالمين نفخ إسرافيل في الصور، فقام أهل القبور بين يدي العزيز الغفور، قال المصطفى كما في صحيح مسلم: (كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ابن آدم، ومنه يركب).

ما هو عجب الذنب؟ عظمة صغيرة دقيقة في آخر السلسلة الفقرية لكل إنسان على ظهر الأرض، هذه العظمة لا تزيد عن حبة العدس، عظمة صغيرة تسمى بعجب الذنب، كل الجسد في القبر يبلى إلا هذه العظمة، والله يعلم عظمة كل إنسان خلقه من آدم إلى يوم القيامة.

فيأتي الملك بهذه العظمة الدقيقة، ويخلق منها جسد صاحبها، كيف ذلك؟ الجواب في الشهر المقبل -إن شاء الله تعالى- إن قدر الله لنا البقاء واللقاء.

اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع الكريم ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً بيننا إلا شفيته، ولا ديناً على أحد منا إلا قضيته، ولا هماً إلا فرجته، ولا عيباً إلا سترته، ولا ميتاً لنا إلا رحمته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين.

اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً.

اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.

اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا، والصدق في أعمالنا، واليقين في أحوالنا، وباعد بيننا وبين الرياء والنفاق كما باعدت بين المشرق والمغرب يا أرحم الراحمين! اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين اللهم احمل المسلمين الحفاة، واكس المسلمين العراة، وأطعم المسلمين الجياع، برحمتك وفضلك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعل مصر واحة للأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين اللهم لا تحرم بلدنا مصر من الأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن وجميع بلاد المسلمين اللهم اجعل مصر سخاء رخاء وجميع بلاد المسلمين اللهم اجعل مصر سخاء رخاء وجميع بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين! أيها الأحبة الكرام! هذا وما كان من توفيق فمن الله، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>