للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يقل الطرفين اهـ.

وكان عالي الكعب في معرفة النحو والتاريخ، وغير ذلك. وتوجه من بلاده إلى الحج، ثم رجع من غير ان يحج، لعارض اقتضى ذلك، ولما بلغ إلى الساقية الحمراء قال:

أحمراءُ السَّواقي ما وَرائي ... الآن غَرُبْتَ أيُّها الانتشائي

تخال نصيص فُتْل العيس شهراً ... يدومُ من الصباح إلى المساءِ

ولا ينأى به ما كان دانٍ ... ولا يدنو بهِ ما كان نائي

وكان رحمه الله، إذا قال شيئا من الشعر، يبعث به إلى أبيه، فكان كلما رأى شيئا من شعره يمرقه، حتى قال هذه القصيدة، يحرض الناس فيها على الاستعداد للنصارى، ويأمرهم بمحاربة أهل البغي من قبائل حسَّان، فلما عرضت على والده، قال للتلاميذ: صاحبكم الآن قال الشعر. والقصيدة هاهي:

رُوَيْدَك إنَّني شَبّهْتُ دارا ... على أمثالها تَقِفُ المَهارى

تأمَّلْ صاحِ هاتيكَ الرَّوابي ... فذاك التلُّ أحسبه أنارا

وتانِ الرَّمْلتانِ هُما ذواتا ... عُليَّانٍ وذا خطُّ الشُّقارا

وإنْ تُنْجدْ رأيت بلا مثالٍ ... جماهيرَ الكناوَيْن الكِبارى

هنالك لا تدعْ منهنَّ رسْما ... بدا إلا مررت به مرارا

ولا تقبل لعين في رُباها ... تصونُ دموعَهَا إلا انهمارا

<<  <   >  >>