ودرْبين الميامين العوالي ... فإِنّ على معاهدِها المدارا
إذا كنت الوفيَّ فعلت هذا ... فراعيت الذِّمامة والجوارا
وإلا خلني وخلاك ذم ... فإِن لديّ أحداقاً غزاراً
وقَدْني من إعانتك انتظاري ... أنياً رَيثما أبكى الديارا
وإن كنت الخليَّ ولا وفاءٌ ... لديك فنستطيَع لي انتظارا
فبلَه اللّوْمَ ثم إليك عَني ... فلا ضرراً أريد ولا ضِرارا
ولا عارٌ عليكَ فأنت مرؤ ... ترديت السكينة والوقارا
ولكنا رجالَ الحبّ قومٌ ... تهيجُ ربا الديار لنا ادكارا
سقانا الحبَّ ساقي الحبِّ صرْفا ... فنحن كما ترى قوم سُكارى
ترى كلَّ الهوى حَسَنا علينا ... إذا ما الجاهلون رأوْهُ عارا
وأحرارُ النفوسِ نذُوبُ شوقا ... فنأتي كلما تأتي اضطرارا
ومن يأتي الأمور على اضطرار ... فليس كمثل آتيها اختيارا
ترانا عاكفين على المغاني ... لفرط الشوق نندبها حَيارى
أسارى لوعةً وأسى ننادى ... وما يغنى النداء عن الأُسارى
ولو في المسلمين اليوم حُرٌّ ... يَفُكُّ الأسْر أو يحمي الذمارا
لفكوا دينهم وحموه لمّا ... أراد الكافرون به الصَّغارا
حماة الدين إن الدين صارا ... أسيراً للصوص وللنَّصارا
فإن بادرتموه تداركوه ... وإلاّ يَسْبق السيَّفُ البِدارا
بأن تستنصروا موليّ نصيراً ... لمن والى ومن طلب انتصارا
مجيباً دعوة الداعي مجيراً ... من الأسواء كلّ من استجارا