للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فضرب الجمل، وجعل يعدو لئلا يتمكن هو من النزول عنه. فبينا المختار في حلقة عظيمة من أهل الفضل، إذ رمى له والده على تلك الحالة، ولكن المختار كان متسع الصدر، لا تزعزعه الرياح.

ومما خاطبهم به قوله، يعمهم ويخص لمجيدري بن حبيب الله، ويقال له حبَّلَّ:

على رسلكَ أرْيَعْ يابن حبَّلَّ إنما ... يقُدّمُ هذي الناسُ منَّا المقدَّما

ومن قدّمتْه نفُسهُ دونَ غيره ... رأى غيرُه التأخيرَ ذاكَ التقَدُّما

تقدَّمْتَ للتّصدير جهْلاً مؤخِّراً ... ذوي الرأي والتصدير أن تتقدما

وقلتَ كما ضلتْ قريشٌ ضللتمُ ... ألا قاسموا هذا الفتى المتقدما

قرَيْش قفت أهلَ الضلال ونحن في ... هدى سلفٍ منهاجه قد تقوَّما

ومنها:

فلا تُنكرِوني آلَ يعقوبَ واذكروا ... لياليَ أجلو ما على النّاس أظْلما

وحين أحلِّي منكم كلَّ عاطلٍ ... بدرّي وأسقي باردي كلَّ أهْيَما

فلا نولكم أنْ تكفروا كمحمَّدٍ ... سنى سُرُجٍ مني تسامى وأنعما

فكم قد بذلتُ الوسعَ فيكم مُعلما ... له يقظةً كيْما يعيه ويفهما

وأهدى إليَّ العابَ وَالشّتمَ جازياً ... وليس جزائي أنْ أعابَ وأشتما

ألا قبَّحَ الله ابن حَبَّلّ إنه ... جزاني سنَّماراً وما كان أظلْما

إلى ولد الخطَّاطِ أهدى بعيرهُ ... على أنه في النَّوْم منه تعَلّما

وبقي منها قليل.

وكان المختار رحمه الله مكباً على تحرير العلوم، ومن انفع ما ألف، نظمه الذي

<<  <   >  >>