سماه: بالاحمرار، عقد فيه من تسهيل ابن مالك، ما يذكره في الألفية، ومزجه بها مزجا جيدا، يدل على مهارة تامة، وفيه أبواب كثيرة تركت منها، كالقسم وجوابه، والتسمية بلفظ كائن ما كان، وتتميم الكلام، والإلحاق، ومخارج الحروف والهجاء، وغير ذلك من الفصول الكثيرة، ولما أراد نظم التسهيل، لم يجد شرحا له يستعين به، فذُكر له الدماميني عند محمذ بن بابان العلوي، فقصده وقال:
أتيتكمْ يا قضاةَ العلمِ والدين ... وليْسَ لي غرضٌ سوى الدمامينِ
عنْ كلِّ حِبٍّ به قد كنتُ ذا كلفٍ ... وكادَ زائدةٌ قد كاد يُسليني
كأنكم وهي للتحقيق ترتفعوا ... على ظنون فؤادٍ ذات تحسين
فقال محمذ المذكور، أعطوه له على قبح أبياته:
ولما شاع نبوغه بين الناس، جعلت الطلبة ترحل إليه من البلاد الشاسعة، وكان حسن الصحبة والمعاملة للطلبة، جوادا بما يملك، إلا إنه قليل الإقامة، فشق ذلك
على تلامذته، لتعطل الأوقات وعدم من يقوم مقامه في الدروس، لأن الطريق التي اخترع للطلبة لا يقدر عليها غيره، فتعطلت دروس الطلبة مدة، ثم حضر ورحل بهم إلى بئر تسمى بودْرَيْك (بكاف معقودة مفتوحة) وهو في أرض تاكنانت، فقال لهم: أني سأقيم هنا سنة، لا أشتغل ليلا ولا نهارا إلا بتعليمكم، وكان لا يمل من التدريس الليل والنهار، فشرعوا يبنون الأخصاص، فلما أكملوها، رحل إلى السودان، وهم بعيدو الدار، فلما وصل إليهم، جاءه النذير