وصاة أبيه، ثم توجه إلى الحج، فحج وزار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
ما كنتَ مذْ زمن ترجوهُ هذَاؤهْ ... هذا شفيعُ الورى بُشرى هذاؤهْ
هذا العتيقُ وذا أبو الفتوح وذي ... أهلُ البقيعِ أهبَّاهُ وأبناؤهْ
فسلْ بهِ وبهمْ ما كنتَ تطلبُهُ ... هناك تُقْضى لذي الحوْجاءِ حَوْجاؤهْ
حاشاهُ أن يستغيثَ المستغيثُ به ... وتستطيلَ عليه الدهرَ أعداؤهْ
ومما قال، وهو بالمدينة المنورة:
يا سيدَ الناسِ ابنَ عبد المطلبْ ... وخيرَ مدْعُوٍّ وخيرَ منتدبْ
إليكَ جُبْنا كلَّ غوْرٍ وحَدَبْ ... وكلّ هوْلٍ يشتكي وَبُرْ تَهَبْ
وليس يا سيدنا ليس الأرَبْ ... منا لديكَ فِضةً ولا ذهبْ
وإنما أرَبنا كشف الحجبْ ... وحفظُ الإيمان لنا من السَّلَبْ
ولما رجع إلى بلاده قال:
بان الرسولُ وبانتْ عنكَ طيْبتُهُ ... إنّ الأحبةَ والأوْطانَ أعداءُ
ومن شعره أيضا:
حَبذا أربعٌ لدى أتفيتناتِ ... بعد لأي عرفتها مقفرات
ظلتُ أذرو الدموعَ فيها وقلّتْ ... لربوعٍ عرفتها عبرَاتِي
وخشِيتُ احتراق الأربع لولا ... دِيمُ الدمعِ من لظى زفرَاتي
فعلى الأرْبع المحيلةِ مِني ... وعلى الحي أطيبُ التحياتِ
وقال أيضا:
قدْ توالتْ زفراتي ... واسْبَطرَّتْ عَبَراتي
حين أبصرْتُ ربوعا ... بتلاعِ الفْيتناتِ
وتذكرْتُ سميراً ... عِندَ تِلكَ السَّمُراتِ