(ولمسلم عن أبي هريرة مرفوعًا) يعني إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (من مات ولم يغز) بالفعل (ولم يحدث نفسه بالغزو) في سبيل الله (مات على شعبة) أي خصلة (من) خصال (النفاق) وهذا الوعيد دليل على وجوب الغزو في سبيل الله.
وهو فرض كفاية ما لم يحضر العدو. فيتعين على كل أحد.
ودليل على وجوب العزم على الجهاد.
(وعن أبي موسى) الأشعري -رضي الله عنه- (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال من قاتل) يعني في سبيل الله (لتكون كلمة الله هي العليا) أي لإظهار دين الله (فهو في سبيل الله متفق عليه) أو من كان قتاله طلب إعلاء كلمة الله وهو جواب سؤال عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".
قال ابن بطال إنما عدل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن لفظ جواب السائل لأن الغضب والحمية قد يكونان لله. فعدل عن ذلك إلى لفظ جامع. فأفاد رفع الالتباس وزيادة الإفهام. وقال الجمهور لا يضر إذا حصل ضمنًا لا أصلًا ومقصودًا وقال ابن أبي جمرة: ذهب المحققون إلى أنه إذا كان الباعث إعلاء كلمة الله لم يضره ما ينضاف إليه.
(وعن أبي هريرة مرفوعًا الجهاد واجب عليكم مع كل أمير) على المسلمين (برًا كان) ولي أمر المسلمين (أو فاجرًا