عَلَى رَسُولِهِ} قال ابن كثير أي ما قاتلتم الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة. بل نزل أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. فأفاءه الله على رسوله. ولهذا تصرف فيه كما يشاء. فرده على المسلمين في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله في هذه الآيات.
وذلك أن بني النضير لما تركوا رباعهم وضياعهم. طلب المسلمون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقسمها بينهم. كما فعل بغنائم خيبر. فبين الله في هذه الآيات أنها فيء. لم يوجف عليه المسلمون خيلًا ولا ركابًا. ولا قطعوا إليها مسافة. ولا نالوا مشقة. ولم يلقوا حربًا. {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} لا يغالب ولا يمانع.
{مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ}{مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} أي جميع البلدان التي تفتح هكذا. فحكمها حكم أموال بني النضير.
وهذا بيان للأول فلذلك لم يعطف عليه. ولهذا قال {فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} فهذه مصارف أموال الفيء ووجوهه. قال تعالى:{كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ} أي كيلا يبقى مأكله يتغلب عليها الأغنياء ويتصرفون فيها بمحض الشهوات والآراء. ولا يصرفون منها شيئًا إلى الفقراء.
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} أي مهما أمركم به فافعلوه {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} أي مهما نهاكم عنه فاجتنبوه. فإنه إنما يأمركم