للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتخبط الشيطان له. وهذا رد على ما قالوه من الاعتراض. مع علمهم بتفريق الله بين البيع والربا حكمًا.

وهو العليم الحكيم الذي لا معقب لحكمه. العالم بحقائق الأمور ومصالح العباد. وما ينفعهم فيبيحه لهم. وما يضرهم فينهاهم عنه. ولهذا قال تعالى: {فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ} أي بلغه من ربه تذكير وتخويف عن الربا {فَانتَهَىَ} عن أكل الربا حال وصول الشرع إليه {فَلَهُ مَا سَلَفَ} أي مضى من ذنبه بسبب المعاملة بالربا. لقوله تعالى: عفا الله عما سلف {وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ} إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه {وَمَنْ عَادَ} بعد التحريم إلى أكل الربا مستحلًا له {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون} وهذا أبلغ وعيد.

{يَمْحَقُ اللهُ الْرِّبَا} أي ينقصه ويهلكه أو يذهب ببركته من يد صاحبه. أو يحرمه بركة ماله. ويعاقبه عليه يوم القيامة.

وفي الخبر "الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل" {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} أي يثمرها ويبارك فيها في الدنيا. ويضاعف بها الأجر والثواب في العقبى. {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيم} فاجر بأكل الربا وقد بالغ تعالى في الزجر عن الربا.

ثم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ} أي خافوه وراقبوه فيما تفعلون {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} أي اتركوا

<<  <  ج: ص:  >  >>