للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ انه أبو طالب كان ينهي الناس عن أذى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وينأى عن الايمان أي يبعد ويمنعهم. وروي في كتب السير ان العباس بن عبد المطلب نظر الى أبى طالب حين الموت وهو يحرك شفتيه فأصغي اليه بأذنه فقال يابن أخى والله لقد قال أخى الكلمة التي أمرته بها أن يقولها فقال النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لم أسمع والله أعلم ولكن لم يقلها العباس رضى الله عنه ولم تؤثر عنه بعد ان أسلم ولا يستقيم ذلك مع ما ثبت من النقل الصحيح الصريح انه مات على الشرك* قال السهيلي ومن باب النظر في حكمة الله تعالى ومشاكلة الجزاء للعمل ان أبا طالب كان مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بجملته متحزبا له الا انه كان مثبتا لقدمه على ملة عبد المطلب فسلط العذاب على قدميه خاصة لتثبيته إياهما على ملة آبائه* اللهم ثبت قلوبنا على دينك حتى تميتنا عليه في غير محنة ولا فتنة وذكر في وصيته لقريش عند موته في أمر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والله لا يسلك أحد سبيله الا رشد ولا يأخذ أحد بهديه الاسعد ولو كان لنفسي مدة ولأجلى تأخير لكففت عنه الهزاهز ولدافعت عنه الدواهى واشتهرت الاخبار بتوليه للنبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم والمدافعة عنه والذب عنه وتحمل الضر لأجله* ومن أحسن ما روي عنه في ذلك انه قال

والله لن يصلوا اليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... وابشر وقر بذاك منك عيونا

ودعوتني وعرفت انك ناصحي ... ولقد صدقت وكنت ثم أمينا

وعرضت دينا قد عرفت بأنه ... من خير أديان البرية دينا؟؟؟

صاحب الضحاك. قال الذهبي متروك وأما مقاتل بن حبان البلخي الخراز فقيه عالم صالح (ولم تؤثر) أي لم تنقل (ومشاكلة الجزاء) بالمعجمة كالمماثلة وزنا ومعنى (متحزبا له) بالزاي والموحدة أي ناصرا له فكان من حزبه (الارشد) بفتح الراء وكسر المعجمة أي اهتدى (بهديه) أي بطريقته كما مر (الاسعد) بفتح أوله وضمه كما في القرآن (الهزاهز) الاضطراب والتحرك. قال في القاموس الهزاهز تحريك البلايا والحروب وهزهزه ذلله وحركه انتهى ومعناه لا أدع أحدا يهزه ويزلزله (الدواهي) جمع داهية بالمهملة والتحتية كفاعله وهي كل أمر عظيم مفظع (بتوليه) بفتح الواو وتشديد اللام المكسورة أي بنصرته (والذب عنه) أي الطرد (الاصر) بكسر الهمزة هو العهد الثقيل كما مر (حتى أوسد) أي يجعل لي وسادة من التراب أو نحوه تحت راسي (دفينا) حال (غضاضة) بفتح أو له وبالاعجام أي نقص وازدراء (وابشر) بوصل الهمزة وفتح المعجمة من بشر

<<  <  ج: ص:  >  >>