للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع وفي رواية عليه اداة الحرب ولما تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض قال أبو جهل اللهم اقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة فكان هو المستفتح على نفسه وآخر ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حفنة من الحصباء ورماهم بها وقال لاصحابه شدوا فكانت الهزيمة ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أمرهم أسرا وقتلا قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم من ينظر لنا ما صنع أبو جهل فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد البقي أي لا تبادروا بالرمي حتى يقربوا منكم لئلا تضيع النبال في غير فائدة (بعنان) بكسر العين الحبل الذي يربط في اللجام من الجانبين (فرسه) اسمه حيزوم وكان ذكرا كما يدل عليه سياق الحديث والتي تقدم بها قبل فرعون كانت انثي وانما جاء راكبا ليكون على عادة امداد الجيوش رعاية لصور الاسباب كما سيأتي عن السبكى (النقع) بنون فقاف ساكنة فمهملة أي الغبار (اداة) الحرب بفتح الهمزة وتخفيف المهملة أي آلتها (اللهم اقطعنا) أي من كان اقطعنا كما في تفسير البغوى وغيره (وآتانا) بمد الهمزة على وزن أفعلنا للتفضيل (وكان هو المستفتح على نفسه) في الحقيقة لانه دعا على الاقطع للرحم والآتى بما لا يعرف وهذا الوصف له لا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان اراده في دعائه فأنزل الله عز وجل «إِنْ تَسْتَفْتِحُوا» أي تستنصروا «فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ» أى النصر وقيل الخطاب في الآية للمسلمين وذلك انهم كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدعو تستنصر لنا كما في حديث خباب رضي الله عنه (حفنة) بفتح المهملة واسكان الفاء ما علا الكفين من تراب عليه في تفسير البغوي وغيره من الحصا وفيه ان ذلك كان باشارة جبريل حين دعاه صلى الله عليه وسلم قل له خذ قبضة من تراب فارمهم بها (ورماهم بها) زاد البغوى وغيره وقال شاهت الوجوه أي قبحت فلم يبق منهم مشرك الا دخل في عينيه وفمه ومنخريه منها شئ وقال قتادة بن زيد ذكر لنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ يوم بدر ثلاث حصيات فرمي بحصاة في ميمنة القوم وحصاة في مسيرة القوم وحصاة في اظهرهم وقال شاهت الوجوه فانهزموا ونزل قوله تعالى وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ أى ما بلغت اذ رميت بقوتك لان ذلك ليس في وسعك وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى أي بلغ وقيل وَما رَمَيْتَ بالرعب في قلوبهم إِذْ رَمَيْتَ بالحصا وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى بالرعب في قلوبهم حتي انهزموا (من ينظر لنا ما صنع أبو جهل) أى هل قتل أم لا اللهم لا يعجزنك كما في سيرة ابن اسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن معاذ بن أبي عمرو بن الجموح قال معاذ فلما سمعتها جعلتها من شأني فعمدت نحوه فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه قال فضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي فاجهضتني وتمطيت بها حتى طرحتها ثم مر بأبي جهل وهو عقير معوذ بن عفراء وهو أخو الاول فضربه حتى أثبته وتركه وبه رمق (فوجده قد ضربه ابنا عفراء) المذكوران آنفا (حتي برد) بفتح الموحدة والراء أى مات أو حتى صار في حالة من سيموت وقيل معناه فتر وفي رواية لمسلم برك بالكاف أي سقط على

<<  <  ج: ص:  >  >>