للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انا ابن الاكوع ... واليوم يوم الرضع

فالحق رجلا منهم فاصك سهما في رحله حتى خلص نصل السهم الى كعبة قال قلت خذها وانا ابن الاكوع واليوم يوم الرضع قال فو الله ما زلت ارميهم واعقر بهم فاذا رجع الى فارس اتيت شجرة فجلست في اصلها ثم رميته فعقرت به حتى اذا تضايق الجبل فدخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت ارديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك اتبعهم حتي ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاخلفته وراء ظهري وخلوا بينى وبينه ثم اتبعهم ارميهم حتي القوا اكثر من ثلاثين بردة وثلاثين رمحا يستخفون ولا يطرحون شيئا الا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حتى اتوا متضايقا من ثنية فاذا هم قد اتاهم فلان بن بدر الفزارى فجلسوا يتصبحون يعني يتغدون وجلست على رأس قرن قال الفزاري ما هذا الذى ارى قالوا لقينا من هذا البرح والله ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شىء في ايدينا قال فليقم اليه نفر منكم اربعة قال فصعد الى منهم أربعة في الجبل قال فلما امكنونى من الكلام قال قلت هل تعزفونني قالوا لا ومن انت قلت انا سلمة بن الاكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا أطلب رجلا منكم الا ادركته ولا يطلبنى فيدركنى قال احدهم انا اظن قال فرجعوا فما برحت مكاني حتي يقال عند استنفار من هو غافل عن عدوه (واليوم يوم الرضع) أي يوم هلاكهم وهم اللئام الواحد راضع قيل وأصله ان رجلا كان شديد البخل فكان اذا أراد أن يحلب ناقته ارتضع من ثديها كيلا يحلبها فيسمعه جيرانه أو يتبدد شيء من اللبن حتى قالوا في المثل فلان الأم من راضع وقيل معناه اليوم يعرف من ارتضع بالحرب من صغره وتدربها ممن ليس كذلك وقيل معناه هذا يوم شديد عليكم تفارق فيه المرضعة من أرضعته ويجوز رفع اليوم ويوم على الابتداء والخبر ونصب الاول على الظرف ورفع الثاني قاله السهيلي وغيره وقال أهل اللغة يقال رضع الصبي بالكسر يرضع بالفتح رضاعا وفي اللؤم رضع بالفتح يرضع بالضم رضاعة (فاصك) أي فاضرب والصك الضرب (في رحله) بفتح الراء وبالحاء المهملة أي في كور ناقته وأضافه اليه لركوبه عليه وروى بكسر الراء والجيم (تضايق الجبل) أي دنا وقرب (في تضايقه) أي في أصله كي يستتروا به عنه (بردة) هي ضرب من ثياب اليمن كما مر (يستخفون) أي يريدون الخفة (آراما) بمد الهمزة وبالراء أي اعلاما (رأس قرن) بفتح القاف وسكون الراء وهو كل جبل صغير منقطع عن الجبل الكبير (البرح) بفتح الموحدة وسكون الراء الشدة (منذ غلس يرمينا) بتنوين المهملة وفي بعض النسخ منذ غلس يومنا وهو تصحيف (فيدركني) بفتح الكاف على جواب النفي

<<  <  ج: ص:  >  >>