للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزكاة والصلة والعفاف قال ان يك ما تقول حقا فانه نبي وقد كنت أعلم انه خارج ولم أك اظنه منكم ولو أعلم اني اخلص اليه لاحببت لقاءه وفي رواية للبخاري لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه وليبلغن ملكه ما تحت قدمي ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى* أما بعد فانى أدعوك بدعاية الاسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله اجرك مرتين (والصلة) يعني ما أمر الله به أن يوصل من رحم وغيره وذلك بالبر والاكرام وحسن المراعاة (والعفاف) الكف عن المحارم وخوارم المروءة (ان يك ما تقول حقا فانه نبى) أخذ ذلك من التوراة وغيرها من الكتب القديمة ففيها كهذا أو قريب منه من علاماته صلى الله عليه وسلم وأما الدليل القاطع على النبوة فهو المعجزة الظاهرة والخارقة للعادة قاله المازرى وغيره (اخلص) بضم اللام أى أصل (لتجشمت) بالجيم والمعجمة أي تكلفت وهو أصح معنى من رواية مسلم لا حببت لقاءه (لغسلت عن قدميه) مبالغة في الطاعة له (ما تحت قدمي) بالتثنية (بدعاية الاسلام) بكسر الدال أى دعوته ولمسلم بداعية الاسلام أي بالكلمة الداعية اليه وهي شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والباء بمعنى الى (اسلم تسلم) هذا من جوامع كلمه وبدائع حكمه التي لا توازى فصاحة ولا تتراءي بلاغة وفيه نوع من الجناس (اسلم يؤتك الله أجرك مرتين) كما وعد في كتابه العزيز فقال الذين آتيناهم الكتاب الى أن قال أولئك يؤتون أجرهم مرتين موافق لقوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وادرك النبى صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله اجران وعبد مملوك ادى حق الله وحق سيده فله اجران ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم اعتقها وتزوجها فله أجران رواه أحمد والشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي موسى قوله رجل من أهل الكتاب يشمل اليهود والنصارى لان الآية نزلت في عبد الله بن سلام ورفاعة القرظي وهما يهوديان خلافا لما نقله الزركشى عن الداودي في اختصاص ذلك بالنصارى وذلك مستمر الى يوم القيامة وفاقا للبلقينى وخلافا للكرمانى والانثي كالذكر في ذلك وبقيت خصال أخرى توجب تضعيف الاجر تنيف على ثلثين نظمها السيوطي في شرح الموطأ فقال

وجمع أتى فيما رويناه انهم ... ينالهم أجر حووه محققا

فأزواج خير الخلق أولهم ومن ... على زوجها أو للقريب تصدقا

وفاز بجهد ذو اجتهاد أصاب ... والوضوء اثنتين (٧) والكتابى صدقا

وعبد أتي حق الاله وسبد ... وعامر يسري مع غنى له تقا

ومن أمة يشري فأدب محسنا ... وينكحها من بعده حين اعتقا

ومن سن خيرا أو أعاد صلاته ... كذاك جبان اذ يجاهد ذا شقا

<<  <  ج: ص:  >  >>