للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنونها لا سيما الفقه الذى هو انسان عيونها ولذلك كثر غلط العاطلين منه من مصنفي الفقهاء وظهر الخلاف في كلام المخلين به من العلماء وقال في موضع آخر علم الحديث علم شريف يناسب مكارم الاخلاق ومحاسن الشيم وينافر مساوى الاخلاق ومشائن الشيم وهو من علوم الآخرة لا من علوم الدنيا ومما قيل من الشعر في هذا المعنى قول ابن الانبارى رحمه الله:

أهلا وسهلا باللذين أودهم ... وأحبهم في الله ذى الآلاء

أهلا بقوم الصالحين ذوى التقى ... خير الرجال وزين كل ملاء

يسعون في طلب الحديث بعفة ... وتوقر وسكينة وحياء

لهم المهابة والجلالة والعلى ... وفضائل جلت على الاحصاء

ومداد ما تجرى به أقلامهم ... أزكى وأفضل من دم الشهداء

يا طالبي علم النبى محمد ... ما أنتم وسواكم بسواء

ومما قيل فيه أيضا قول أبى زرعة الرازى:

دين النبي محمد آثاره ... نعم المطية للورى أخباره

لا تغفلن عن الحديث وأهله ... فالرأى ليل والحديث نهاره

ولربما غلط الفتى سبل الهدي ... والشمس واضحة لها أنواره

ومنه قول أبى الحسن المقرى: في الشيء وهو الدخول في معظمه (انسان عيونها) على لفظ الانسان الآدمي وهو من العين الصبى الذى في وسط السواد وهو محل النظر (العاطلين) ان الذين ليس معهم منه شيء (وينافر) بالنون والفاء والراء أى يباين (ابن الانبارى) بفتح الهمزة وسكون النون ثم موحدة وبالراء اسمه محمد بن الحسين بن عبدويه منسوب الى سكة الانبار بمرو (ذى الآلاء) أى النعم وفي واحدها وواحد الايا أربع لغات الا بكسر الهمزة مع التنوين بوزن معاء والا بفتحها بوزن حصاء وألو بفتح الهمزة وسكون اللام ثم واو بوزن دلو والى بكسر الهمزة وسكون اللام ثم تحتية بوزن لحيا (كل ملاء) بالمد لضرورة الشعر (ومداد ما تجري به أقلامهم الى آخر البيت) جاء معنى هذا البيت في حديث بوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء أخرجه الشيرازي من حديث أنس وأخرجه المرهبى من حديث عمران بن حصين وأخرجه ابن عبد البر من حديث أبي الدرداء وأخرجه ابن الجوزي من حديث النعمان ابن بشير (أبى زرعة الرازي) اسمه عبد الله بن عبد الكريم (للورى اخباره) بالرفع خبر مبتدأ محذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>