العالمين لأنهم يجهلون سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم الذي يقول:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) .
فلا عجب أن تكون له كل هذه الشخصية الفذة بكل هذا النور والجلال.
ك- القابلية البدنية:
كانت للرسول صلّى الله عليه وسلم قابلية بدنية فائقة، وقد رأيت كيف كان يلجأ إليه أصحابه عند حفر الخندق كلما استعصت عليهم صخرة فيسرع إليها لتحطيمها، حيث تتفتّت تحت وطأة مطرقته التي يهوي بها ساعده القوي.
شارك أصحابه في حراساتهم وفي استطلاعاتهم وفي مسيراتهم الطويلة الشاقة في كل فصول السنة، وأظهر في كل ذلك تحمّلا وجلدا يعجز عنه أقوى أصحابه.
لقد كان أروع مثال شخصي لأصحابه في تحمل الصعاب والمشقات.
ل- الماضي الناصع المجيد:
كانت العرب تعتدّ بالنسب، والرسول صلّى الله عليه وسلم من قريش أشرف العرب ومن بني هاشم أشرف قريش؛ وكذلك هو أشرف العرب حسبا وأفضلهم نسبا من قبل أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، ومن قبل أبيه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف «١» .
أما سيرته الشخصية قبل بعثته صلوات الله عليه، فلأترك سير وليم موير) Sir William Muir (يتحدث عن ذلك، وقد أوردت هذا الحديث عمدا- على اعتبار أن كاتبه ليس مسلما- حتى استبعد اتهام كاتبه بالتعصب والمغالاة ... يقول موير: (تجمع كل مراجعنا وأسانيدنا- فيما ينسب الى محمد
(١) - أبوه من بني هاشم وأمه من بني زهرة، وقريش عشرة أبطن انتهى اليها الشرف على رأسها بنو هاشم وبنو زهرة التي كان منها سعد بن أبي وقاص الزهري فاتح العراق وباني الكوفة وأحد العشرة المبشرة بالجنة.