للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثا- المباغتة «١» :

المباغتة هي إحداث موقف لا يكون العدو مستعدا له، والكتمان من أهم الوسائل المهمة التي تؤدي للمباغتة.

إن الكتمان يتم إما بإخفاء استعداداتنا أو بإخفاء نياتنا، أو باستعمال أسلحة جديدة أو باستعمال الأسلحة الموجودة بطريقة جديدة.

والمباغتة إما أن تكون في المكان أو في الزمان أو في الأسلوب، ولقد طبّق الرسول صلّى الله عليه وسلم مبدأ (المباغتة) بكل هذه الحالات، حتى يمكن اعتبار غزواته نماذج رائعة لتطبيق أساليب المباغتة.

كانت المدينة هي (القاعدة الأمينة) للمسلمين، ولكنها كانت تعج ب (الرتل الخامس) «٢» الذين لا يريدون خير المسلمين، ويعملون على إحباط جهودهم بشتى الطرق والأساليب.

من هؤلاء (الرتل الخامس) يهود والمنافقون وعيون قريش من الأعراب وعيون الروم من الأنباط، وكان كل هؤلاء ينقلون أخبار المسلمين الى أعدائهم كلما استطاعوا الى ذلك سبيلا.


(١) - المباغتة: المباغتة أقوى العوامل وأبعدها أثرا في الحرب، وتأثيرها المعنوى عظيم جدا، وتأثيرها من الناحية النفسية يكمن فيما تحدثه من شلل متوقع في تفكير القائد الخصم. وفيما يلي بعض الوسائل التي يمكن الحصول بها على المباغتة: ١) بكتمان الاستعدادات للخطط الحربية وبكتمان جسامة القوات الاحتياطية. ٢) بالتنقل السريع للقطعات من نقطة الى أخرى تمهيدا لإنزال الضربة على موضع لا يتوقعه العدو. ٣) باستخدام الأرض الوعرة أو الصعبة أو بعبور الموانع التي تعتبر غير قابلة للعبور. ٤) باستخدام أسلحة جديدة غير متوقعة أو أساليب تعبوية جديدة.
(٢) - الرتل الخامس: كناية عن الجواسيس والوكلاء والعيون والأرصاد.

<<  <   >  >>