إنّ نظرة بسيطة إلى الملحق (ن) ومقارنة قوات المسلمين بقوات أعدائهم، تظهر بوضوح مقدار حرص الرسول صلّى الله عليه وسلم على تطبيق مبدأ الاقتصاد بالقوة.
سادسا- الأمن «١» :
لقد أمّن الرسول صلّى الله عليه وسلم حماية قواته في كل غزواته، وبذل غاية جهده لمنع العدو من الحصول على المعلومات، وبذلك طبق مبدأ الأمن.
إنّ دوريات الإستطلاع والطلائع والساقات التي كان يؤمّنها الرسول صلّى الله عليه وسلم في مسير الاقتراب وعند العودة من غزواته، كان لغرض حماية قواته من مباغتة العدو لها.
كما أنّ تأمين الحراسات والعسس هو لحماية قواته أيضا من مباغتة العدو لها.
وكما حرص الرسول صلّى الله عليه وسلم على الحصول على المعلومات من أعدائه بشتى الوسائل كما رأينا سابقا، فقد حرص على منع العدو من الحصول على المعلومات عن المسلمين بشتى الوسائل أيضا ...
لقد طبّق مبدأ الكتمان في كل أعماله، وحثّ المسلمين على حفظ الأسرار وعدم إباحتها، وأمر أن يسارع المسلمون بإخباره عن كل حادث مهم.
والحق أن المتتبع لحياة الرسول صلّى الله عليه وسلم يعجب أشد الإعجاب بمعرفته فورا بكل المعلومات التي تهمه وتؤثر على المصلحة العامة للمسلمين.
كيف عرف برسالة حاطب بن أبي بلتعة تلك الرسالة التي حاول أن يخبر بها قريشا عن حركة المسلمين لفتح مكة؟
كيف عرف بإزماع أبي سفيان بن حرب القدوم الى المدينة لتمديد فترة الهدنة؟
(١) - الأمن: هو توفير الحماية للقوة ولمواصلاتها لوقايتها من المباغتة ومنع العدو من الحصول على المعلومات.