وطاعته ويرجون المكانة عنده والمكافأة منه والرضا من قبله، بتنفيذ مؤامرته وتمرير باطله. فما أن رأوا الحق الإلهي قائما بأدلته ضاربا بجذوره ثابتا في واقعه، حتى آمنوا وكانوا بذلك ضد فرعون، وأنهم آمنوا جميعا وناصروا الحق الذي جاء به موسى الرسول- عليه السلام- من عند الله تعالى، وبهمة جديدة لديها من القوة، علوا وسموا وقمة لا تكون إلا بدين حق من الله سبحانه وتعالى.
وكم من حادثة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم- وبعضها مرّ بنا- تجعل العدو الذي يتامر على الإسلام وأهله ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلّم عندما يرى الآيات يتحول حالا إلى دين الله، متخليا عن كل ما عداه، غير هياب ولا مرتاب ولا مبال لما يأتي به هذا الانتماء. ولعل قصة سحرة فرعون لبيان حقائق ومعان كثيرة، بها أراد الله تعالى أن تبين للناس في دعوة الإسلام، ومنها هذه النماذج، التي لا تبالي بأي أذى في سبيل الله حين تتبين لهم حقائق هذا الدين.