للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولتربية المسلمين على هذا المعنى كان كل ذلك بينهم معروفا، وبه تأسّى سميّ أبي أيوب: خالد بن الوليد «١» ، حين مات على فراشه، واعتبر ذلك موتة الجبناء «٢» .

فالمسلم معناه أن يسعى حثيثا لخدمة الإسلام- وهو كل حياته- حتى لو اقتضى أن يموت شهيدا، يا بني الأحداث، وينيرها بهذا الدين، لا يتخلف عنه بل يعشقه، ويسعى إليه. والمسلم يقيم أموره كلها على الإسلام، باتّساق وانسجام. وهذا ما كان في التربية التي قادت إلى الهجرة، قامت بالانقياد إلى شرع الله سبحانه وتعالى.

أيها المؤمنون! فلنمض في الطريق إلى الله، مهاجرين إليه بشرعه، هاجرين لكل فكرة وخلقية وزعامة غير الإسلام ومنهجه وغير رسول الله صلّى الله عليه وسلم


(١) خالد بن الوليد (٢١ هـ ٦٤٢ م) ، أسلم سنة (٧ هـ) فسرّ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسمّاه: سيف الله. وهو فارس الإسلام الشهير، وقائد المجاهدين. (انظر: البخاري، فضائل الصحابة، باب: مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه، رقم ٣٥٤٧. الإصابة (١/ ٤٠٣) رقم (٢٢٠١) . الاستيعاب (١/ ٤٠٥) . سير أعلام النبلاء (١/ ٣٦٦) . الوافي بالوفيات (١٣/ ٢٦٤) . البداية والنهاية (٧/ ١١٣) . شذرات الذهب (١/ ١٧٤) . حياة الصحابة (١/ ٤٥٥) . الأعلام (٢/ ٣٠٠) وأعلاه، ص ١٧٩- ١٨١.
(٢) وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه دائم الرغبة في الجهاد (حياة الصحابة، ١/ ٤٥٥. البداية والنهاية، ٧/ ١١٣. سير أعلام النبلاء، ١/ ٣٨٢) . وهذا تمام قوله المذكور أعلاه الذي يبيّن هذا الحب لله ولرسوله صلّى الله عليه وسلم وحب نصرة دينه. وقد تربّوا على مائدة القرآن الكريم وعلى يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك المجتمع الإسلامي الرصين البناء. (ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة، قال: لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء) . (الاستيعاب، ١/ ٤٠٩. سير أعلام النبلاء، ١/ ٣٨٢. حياة الصحابة، ١/ ٥٦٥) . ويقول: (وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتّها وأنا متترس والسماء تهلني، وننتظر الصبح حتى نغير على الكفار، إذا أنا متّ فانظروا إلى سلاحي وفرسي فاجعلوه عدّة في سبيل الله) . (البداية والنهاية، ٧/ ١١٦، سير أعلام النبلاء، ١/ ٣٨١) . وانظر أعلاه، ص ١٧٩- ١٨١.

<<  <   >  >>