للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للخلافة في أرضه، وراسلك، واقترض منك واشترى؟! فإن رآها تتكبر، قال لها: هل أنت إلا قطرة من ماء مهين١، تقتلك شرقة، وتؤلمك بقة؟! وإن رأى تقصيرها، عرفها حق الموالي على العبيد. وإن ونت٢ في العمل، حدثها بجزيل الأجر. وإن مالت إلى الهوى، وفها عظيم الوزر، ثم يحذرها عاجل العقوبة الحسية، كقولة تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ} [الأنعام: ٤٦] ، والمعنوية؟ كقوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: ١٤٦] . فهذا جهاد بالقول، وذاك جهاد بالفعل.


١ الماء المهين: المني.
٢ ونت: ضعفت وقصرت.

<<  <   >  >>