٨٥١- ينبغي أن يكون شغل العاقل النظر في العواقب، والتحرز، مما يمكن أن يكون.
ومن الغلط النظر في الحالة الحاضرة، الموافقة لمعاشه، ولصحة بدنه، وربما لا يجري له مصحوبه١، فينبغي أن يعمل على انقطاع ذلك، فيكون مستعدًا لتغير الأحوال.
وكذلك النظر في لذة تفنى، وتبقى تبعتها وعارها، وإيثار الكسل والدعة، لما يجيء بعدهما من بقاء الجهل.
٨٥٢- وكذلك تحصيل المرادات التي لا تحصل إلا بالتلطف في الاحتيال، خصوصًا إذا أريد من ذكي، فإنه يفطن بأقل تلويح. فمن أراد غلبة الذكي، دقق النظر، وتلطف في الاحتيال.
٨٥٣- وقد ذكر في كتب الحيل ما يشحذ الخواطر، وأتينا بجملة منه في كتاب الأذكياء. مثل ما روي أن رجلًا من الأشراف كان لا يقوم لأحد، ولا يخشى أحدًا؛ فجاز عليه بعض الوزراء [وحيَّا] ، فلم يرد ولم يقم. فقال ذاك الوزير