للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٩٥- فصل: أضر ما على العوام المتكلّمون

٩٠٢- أضر ما على العوام المتكلمون، فإنهم يخلطون عقائدهم بما يسمعونه منهم.

من أقبح الأشياء أن يحضر العامي -الذي لا يعرف أركان الصلاة، ولا الربا في البيع- مجلس الوعظ، فلا ينهاه عن التواني في الصلاة، ولا يعلمه الخلاص من الربا، بل يقول له: القرآن قائم بالذات! والذي عندنا مخلوق!! فيهون القرآن عند ذلك العامي، فيحلف به على الكذب.

٩٠٣- ويح المتكلم! لو كان له فهم، لعلم أن الله سبحانه وتعالى نصب أعلامًا١ تأنس بها النفوس، وتطمئن إليها، كالكعبة وسماها بيته، والعرش وذكر استواءه عليه، وذكر عن صفاته اليد، والسمع، والبصر، والعين، وينزل إلى السماء الدنيا، ويضحك، وكل هذا لتأنس النفوس بالعادات، وقد جل عما تضمنته هذه الصفات من الجوارح. وكذلك عظم أمر القرآن، ونهى المحدث أن يمس المصحف، قال الأمر بقوم من المتكلمين إلى أن أجازوا الاستنجاء به!! فهؤلاء على معاندة الشريعة؛ لأنهم يهينون ما عظم الشرع. وهل الإيغال٢ في الكلام مما يقرب إلى معرفة الحقائق، التي لا يمكن خلافها؟! هيهات! لو كان كذلك، ما وقع بين المتكلمين خلاف.


١ أعلام: علامات.
٢ الإيغال: التعمق.

<<  <   >  >>