١٤٣٧- العجب لمؤثر شهوات الدنيا! ألا يتدبر أمرها بالعقل، قبل أن يصير إلى منقولات الشرع؟! إن أعظم لذات الحس الوطء، فالمرأة المستحسنة إنما يكون حال كمالها من وقت بلوغها إلى الثلاثين، فإذا بلغتها، أثر فيها، وربما أبيضت شعرات من رأسها، فينفر الإنسان منها، وقد يقع الملل قبل ذلك، وطول الصحبة يكشف العيوب، وما عيب نساء الدنيا بأبلغ من قوله:{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}[البقرة: ٢٥] ، فلو تفكر الإنسان في جسد مملوء بالنجاسة، ما طاب له ضمه، غير أن الشهوة تغطي عين الفكر.
١٤٣٨- فالعاقل من حفظ دينه ومروءته بترك الحرام، وحفظ قوته في الحلال، فأنفقها في طلب الفضائل من علم أو عمل، ولم يسع في إفناء عمره، وتشتيت قلبه في شيء لا تحسن عاقبته.
ما في هوادجكم من مهجتي عوض ... إن مت شوقًا ولا فيها لها ثمن
١٤٣٩- وعموم من رأينا من الكبار غلبت عليهم شهوة الوطء، فانهدمت