للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦٠- فصل: الواعظ مأمور بأن لا يتعدى الصواب

٣١١- تأملت أشياء تجري في مجالس الوعظ، يعقدها العوام وجهال العلماء قربة، وهي منكر وبعد، وذاك أن المقرئ يطرب، ويخرج الألحان إلى الغناء، والواعظ ينشد بتطريب أشعار المجنون وليلى١، فيصفق هذا! ويحرق ثوبه هذا! ويعتقدن أن ذلك قربة!!

ومعلوم أن هذه الألحان كالوسيقا، توجب طربًا للنفوس [ونشوة] ؛ فالتعرض بما يوجب الفساد غلط عظيم، وينبغي الاحتساب على الوعاظ في هذا٢.

٣١٢- وكذلك المقابريون٣ منهم، فإنهم يهيجون الأحزان، ليكثر بكاء


١ هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري، مجنون ليلى، شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد، لم يكن مجنونًا، وإنما لقب بذلك لهيامه بحب ليلى بنت مهدي بن سعد، توفي سنة "٦٨هـ".
٢ أي: أن يراقب المحتسبون الوعاظ، وينصحونهم إذا تجاوزوا الحق.
٣ من يطوفون على المقابر فينشدون أشعار الرثاء والحكمة التي تهيج الحزن والبكاء، وبعضهم يرتزقون من قراءة القرآن على القبور وهم شر ممن ينشد الأشعار.

<<  <   >  >>