١٠٥٨- سبب تنغيص العيش فوات الحظوظ العاجلة. وليس في الدنيا طيب عيش على الدوام؛ إلا للعارف الذي شغله رضا حبيبه، والتزود للرحيل إليه، فإنه إن وجد راحة في الدنيا، استعان بها على طلب الآخرة، وإن وجد شدة، اغتنم الصبر عليها لثواب الآخرة، فهو راضٍ بكل ما يجري عليه، يرى ذلك من قضاء الخالق، ويعلم أنه مراده، كما قال قائلهم:
إن كان رضاكم في سهري ... فسلام الله على وسني
١٠٥٩- فأما من طلب حظه؛ فإنه يقلق لفوت مراده، ويتنغص لبعد ما يشتهي، فلو افتقر، تغير قلبه، ولو ذل، تغير، وهذا؛ لأنه قائم مع غرضه وهواه.
١٠٦٠- وما أحسن قول الحصري١:
١ أبو الحسن، علي بن إبراهيم الحصري، البصري الأصل، سكن بغداد، ومات بها سنة "٣٧١هـ". كان شيخ العراق في وقته، صحب الشبلي، وإليه كان ينتمي.