للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩٣- فصل: تخليط أرباب الآخرة

٤٥٨- أضر ما على المريض التخليط١، وما من أحد إلا وهو مريض بالهوى. والحمية عنه رأس الدواء، والتخليط يديم المرض.

٤٥٩- وتخليط أرباب الآخرة على ضربين:

أحدهما: تخليط العلماء، وهو إما لمخالطة الأضداد كالسلاطين، فإنهم يضعفون قوى يقينهم، كلما زادت المخالطة، "ويفقدون"٢ دليلهم عند المريدين، فإني إذا رأيت طبيبًا يخلط ويحميني، شككت أو وقفت.

والثاني: تخليط الزهاد، وقد يكون بمخالطة أرباب الدنيا، وقد يكون بحفظ الناموس في إظهار التخشع، لاجتلاب محبة العوام.

فالله الله، فإن ناقد الجزاء بصير، والإخلاص في الباطن، والصدق في القلب، ونعم طريق السلامة ستر الحال.


١ التخليط: عدم الحمية.
٢ في الأصل: ويقدمون.

<<  <   >  >>