للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٩٧- فصل: حفظ اللسان

٩٠٨- ينبغي للعاقل ألا يتكلم في الخلوة عن أحد بشيء، حتى يمثل ذلك الشيء ظاهرًا معلنًا به، ثم ينظر فيما يجني!

فرب رجل وثق بصديق، فتكلم أمامه عن سلطان بأمر، فبلغه، فأهلكه. أو عن صديق، فبلغه، فوقعت الواقعة.

٩٠٩- وكذلك ينبغي كتم المذاهب، فإنه ما يربح مظهرها إلا المعاداة. ولما صرح الشريف أبو جعفر١ في زمان المقتدي٢ بمخالفة الأشاعرة٣، أخذ، وحبس حتى مات، وكان المقصود قطع الفتن، وإصلاح الرعية، فإنه أهم إلى السلطان من التعصب لمذهب.


١ عبد الخالق بن أبي موسى الهاشمي العباسي، أكبر تلامذة أبي يعلى الفراء "٤١١-٤٧٠هـ".
٢ أبو القاسم عبيد الله بن ذخيرة الله بن محمد القائم "٤٤٧-٤٨٧هـ": الخليفة العباسي، كان حسن السيرة، وافر الحرمة، فيه ديانة ونجابة.
٣ أتباع أبي الحسن الأشعري. وهم لم يلتزموا بما آل إليه اعتقاده في كتاب الإبانة الذي هو آخر كتبه، بل أخذوا منهج المعتزلة وإن خالفوهم في كثير من النتائج؛ لكن ذلك أدى إلى تسرب كثير من آراء المعتزلة والفلاسفة إلى المذهب الأشعري فعند عبد القاهر البغدادي وهو من متقدمي الأشاعرة أن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو رأي المعتزلة، وهو رأي مرذول كما صرح بذلك في كتابه أصول الدين، أما عند متأخري الأشاعرة فأصبح تأويل الاستواء بالاستيلاء هو أحد قوليهم وربما رجحوه! انظر: شرح جوهرة التوحيد للباجوري.

<<  <   >  >>