للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٦٦- فصل: صفات أولياء الله

١٢١٦- تأملت الذين يختارهم الحق -عز وجل- لولايته والقرب منه؛ فقد سمعنا أوصفاهم، ومن نظنه منهم ممن رأيناه؛ فوجدته سبحانه لا يختار إلا شخصًا كامل الصورة، لا عيب في صورته، ولا نقص في خلقته، فتراه حسن الوجه، معتدل القامة، سليمًا من آفة في بدنه، ثم يكون كاملًا في باطنه، سخيًّا، جوادًا، عاقلًا، غير خب١، ولا خادع، ولا حقود، ولا حسود، ولا فيه عيب من عيوب الباطن؛ فذاك الذي يربيه من صغره.

فتراه في الطفولة معتزلًا عن الصبيان، كأنه في الصبا شيخ، ينبو٢ عن الرذائل، ويفزع من النقائص، ثم لا تزال شجرة همته تنمو، حتى يرى ثمرها متهدلًا على أغصان الشباب، فهو حريص على العلم منكمش على العمل، محافظ للزمان، مراع للأوقات، ساع في طلب الفضائل، خائف من النقائص.

ولو رأيت التوفيق والإلهام الرباني كيف يأخذ بيده إن عثر، ويمنعه من الخطإ إن هم، ويستخدمه في الفضائل، ويستر عمله عنه حتى لا يراه منه٣.


١ خِب: مخادع.
٢ ينبو: يتجافى.
٣ يعني المؤلفُ نفسَه في هذه الخاطرة.

<<  <   >  >>